تقاريرسلايد

الأسرى المحررون في الصفقة.. مشاعر مختلطة وإشادة عالية بالمقاومة 

رام الله-خدمة حرية نيوز:
وأخيرا بات الحلم حقيقة، وبدأت أولى بشائر الحرية تبتسم لأسرانا البواسل في سجون الظلم والقهر والعدوان الصهيونية، وبدأت سلاسل السجان تتكسر واحدة تلو أخرى، على وقع حرب إبادة جماعية تشنها دولة الكيان بحق شعب أعزل يبحث عن حريته واستعادة كرامته وتطهير مقدساته.
مشاعر مختلطة، يعيشها الأسرى المحررون ضمن صفقة التبادل الأولى التي تبرمها المقاومة الفلسطينية بوساطة عربية، مع حكومة الاحتلال المتطرفة، وتختلط مشاعر الفرحة بالحرية والخلاص من عتمة السجن وسطوة السجان، مع الألم الكبير الذي يعتري قلوبهم على آلاف الشهداء الذين ارتقوا في غزة، والحرب المدمرة على أهلها.
وبنبرة الأبطال ونفسية العظماء، كانت أولى كلمات الأسرى المحررين جميعهم، مواساة لغزة وأهلها، وشكرا لمقاومتها الباسلة الصامدة، التي استطاعت فرض شروطها، وإرغام المحتل المجرم على الإفراج عن الأسرى مقابل تحرير أسرى الاحتلال من قبضتها.
 استقبالات مهيبة
وتحولت استقبالات الأسرى المحررين في صفقة التبادل الأولى بين الاحتلال والمقاومة في الضفة، إلى مسيرات مبايعة للمقاومة وحركة حماس، وصدحت حناجر الأسرى المحررين وجماهير شعبنا التي استقبلتهم، بالهتاف للمقاومة وقادتها، والإشادة العالية بمنجزاتها في الميدان، وكسر شوكة جيش الاحتلال ومنعه من تحقيق أي منجز عسكري حقيقي على الأرض.
واستقبل الآلاف من الفلسطينيين في كافة مناطق الضفة والقدس حافلات الأسرى، حاملين رايات حركة حماس، ومرددين الهتافات الداعمة للمقاومة ولكتائب القسام، وعلت صيحات الجماهير يهتاف “حط السيف عقبال السيف احنا رجال محمد الضيف”، و”كل الضفة حمساوية”.
ووجّهت الأسيرة المحررة المفرج عنها بصفقة تبادل الأسرى حنان البرغوثي “أم عناد” التحية للمقاومة ولأهل غزة الصامدين المرابطين المقاومين.
 رؤوسنا عالية بالمقاومة
وقالت أم عناد وهي شقيقة الأسير نائل البرغوثي والشهيد عاصف البرغوثي ووالدة ثلاثة أسرى في سجون الاحتلال: لقاؤنا في الجنة يا أطفال غزة، الله يحيّي المقاومة علّمتوا على الاحتلال يا أهل غزة.
وأكدت أم عناد على أن شعبنا الفلسطيني وأسراه وبكل أطيافه رافعين رؤوسهم بالمقاومة وبأهل غزة، “فرؤوسنا عالية بفضل الله والقسام ومحمد الضيف، كل الكلمات الفخر والاعتزاز، لا توفيهم حقهم، هم تاج رؤوسنا الذين عملوا لنا عزة وكرامة، وهم طريق التحرير إن شاء الله.
وقالت الأسيرة المحررة مرح باكير، بعد الإفراج عنها، إنه من صعب جداً الشعور بالحرية والإفراج عنا مقابل دماء الشهداء بغزة، وفي ظل التضحيات الكبيرة لأهلي في قطاع غزة، فيما وجهت الأسيرة سارة عبد الله من نابلس، التحية لكتائب القسام وقائدها محمد الضيف عقب الإفراج عنها.
 نخجل أمام جراح غزة
من جانبها، قالت الأسيرة المحررة إسراء جعابيص: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة، لكن يجب العمل على تحرير كل الأسرى من سجون الاحتلال.
فيما قالت الأسيرة المحررة شروق دويكات من مدينة القدس وصاحبة أعلى حكم بين الأسيرات لأهالي غزة “المجد ثمنه غالي وأنتم قدمتم وضحيتم لحريتنا، واصبروا واصمدوا ونحن معكم”، ووجهت رسالتها لأهالي غزة بأن جميع الأسرى يقفون معكم وسيدعمونكم.
ووجه الأسير المحرر معتز أبو عرام من بلدة يطا في الخليل، التحية لأهالي غزة على صمودهم وتضحايتهم في وجه الاحتلال وجرائمه، وقال عقب الإفراج عنه: إن الشعب الفلسطيني في غزة هو شعب جبار ولا يمكن أن يستسلم مهما حصل.
وأضاف أبو عرام أن الاحتلال واهم، إذا ظن أنه يستطيع القضاء على الشعب الفلسطيني، على الرغم من الاعتقالات والقتل وتدمير البيوت، لأنه متجذر في أرضه ولا تستطيع أيه قوة اقتلاعه من أرضه.
 فرحة منقوصة
بدورها، قالت الأسيرة المحررة فلسطين نجم: الحمد لله شعور لا يوصف وفرحتنا منقوصة لتضحيات وشهداء غزة وللأسرى المؤبدات، وبإذن الله كتائب القسام ستبيض كل السجون”.
أما الأسيرة المحررة تحرير أبو سرية من مدينة نابلس، فقالت: قدر الله كان نافذا وبقدر رب العالمين وبفعل المقاومة وكتائب القسام التي كانت كلمتها هي العليا والفصل في حريتها كما حرية الأسيرات، تنفست الحرية بعد 16 شهرا من الاعتقال.
وأشارت أبو سرية إلى أن الفرحة والمشاعر ممزوجة بالحزن في ظل شلال الدم المنهمر في غزة وكان الأمر غير سهل عليهم، وأضافت: الحمد الله احنا منحكي لأهلنا في قطاع غزة والضفة جراحكم جراحنا وجعكم وجعنا.
 لا مظاهر احتفال
وقال والد الأسيرة المحررة فاطمة عمارنة: “ليس عندي أي مظاهر احتفال ولن أرقص على دم إخواني في غزة، كل الأسرى أولادنا وتاج رؤوسنا، وأهل غزة أهلي وإخواني المسلمين”.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس دعت عموم شعبها وجمهورها في الضفة للخروج في مسيرات داعمة للمقاومة ومناصرة لأهل غزة وصمودهم وبسالتهم في وجه العدوان، لا سيما وأن هذا المجد خُط بدماء الآلاف من شهداء شعبنا، أطفالًا ونساءً وشيوخًا ورجالًا، ومقاومين كانوا رأس الحربة في الإعداد والتجهيز لإرغام العدو على الإفراج عن الأسرى.
وأجبرت المقاومة الفلسطينية ببأس مقاومتها وثبات شعبنا سلطات الاحتلال الإسرائيلي الرضوخ لصفقة تبادل أسرى أولية يفرج خلالها عن 50 أسيراً من المدنيين لدى المقاومة، مقابل إفراج الاحتلال عن 150 أسير وأسيرة من سجون الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى